سلام ..قصة قصيرة
قصة قصيرة... ســــلام مع تباشير الصباح وازدحام الشارع بالمارة، حمل صينية الكعك على رأسه وبدأ رحلته الصباحية المعتادة، داعياً كل من لم يسعفه الوقت لتناول فطوره أن يبدأ يومه بقطعة من الكعك المُحلى بالسمسم... يطوف في المكان ذاته حتى يبيع كل مالديه من كعك غير مبالٍ بأسياط الشمس اللاهبة وهي تنال من جسده النحيل، اشتريت منه قطعة وأعطيته ثمن قطعتين وانا اقول له: "الباقي لك"... تسمّر في مكانه بضع لحظات، ثم نظر اليّ بشموخ وقال: "لا ست... أنا اّخذ حقي فقط". إنه سلام... شاب عشريني قدم من إحدى مدن الجنوب بعد أن ترهّل جسد المدينة بكثرة أبنائها العاطلين، ثقلت بما تحمل وأخذت تتكأ على العاصمة؛ لتنتشل ابنائها من بُرك الفقر التي سقطت فيها أكثر العوائل... ناولني سلام باقي النقود وقد أشرق وجهه بابتسامة جميلة تحاكي جمال الأهوار، ورائحة الطين، وكبرياء النخيل الذي يعانق أول حضارة توهجّت في دنيا البشرية المظلمة، وفتحت لها أبواب النور. لم تقتصر رحلة سلام على الصباح فقط، فقد كانت له رحلة أخرى بعد الظهر في سوق الكرادة حينما صادفته مرة هناك أثناء تجوالي في السوق... كان يحمل إبريقاً كب...