قصة قصيرة سائق الدليفري حينما بدأت العصافير تتراقص على شجرة قريبة من غرفتها مُحدثةً دويّاً ممتعاً تسلّل الى رأسها المُلقى بثقلٍ على الوسادة بعد ليلة طويلة أرّقها الوجع ولم يعرف النوم اليها سبيلاً الا عند ظهور الفجر... أخذ ضوء النهار يتدفق كشلال يعبيء أركان الغرفة ببريقه، فتحت عينيها بتثاقل ثم حملت جسدها على النهوض بصعوبة من السرير... البيت هادئ بالكامل، غادره الجميع الى اماكن الدراسة والعمل، نظرت الى الساعة المعلّقة في أعلى الجدار، كانت عقاربها تشير الى قرب انتصاف النهار... "آه سوف يصل زوجي وأولادي قريباً؛ لا بد أن أطلب غداءً جاهزاً هذه المرة"، هكذا قالت لنفسها... سحبت هاتفها الموجود بالقرب منها... دققت النظر فيه باحثةً عن رقم مطعم قريب من البيت... فتساقطت خصلات شعرها الناعمة على جبينها واحدى عينيها... حاولت إبعادها لتتضح أمامها الرؤية أكثر، سجّلت رقم مطعم قريب واتصلت به على الفور. بعد خمس واربعين دقيقة اتصل بها سائق الدليفري الخاص بالمطعم ليتأكد من عنوان البيت، وصل حاملاً الطلب... كان شاباً عشرينيأ يقارب عمره عمر أولادها... ناولها أكياس الطعام الساخن الذي طلبته.....
المشاركات
عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٢