"ورق الورد" قصة قصيرة بقلم زينب حسين الناهض
قصة قصيرة.. ورق الورد رأيتها بالصدفة حينما كنت ذاهباً للتسوق من أحد المراكز، كانت تعمل موظفة لدى أحد المحال، اقتربت أكثر لأتأكد من أنها هي، التقت عيناي بعينيها البراقتين، كانتا كنهر بني هاديء يغازل النوارس وتغفو على ضفتيه مئات الحكايا، هي جارة الطفولة التي غادرت مع عائلتها منذ سنوات لتسكن في منطقة أخرى، تعلقت بها دون أن تشعر وكتبت حكايتي معها على ورق الورد، ورق الورد الذي حملته رياح السنين فتناثر في أماكن أخرى لكنه ظل يعبق في عالمي ويضوع في دنيا أحلامي، هي حكاية انتهت من قبل أن تبدأ. غمرني شعور عارم بالفرح حينما بادلتني السلام، حدثتها عن أحوال عائلتي وحدثتني هي عن أحوالها، صدمت حينما عرفت انها أرملة قضى زوجها نحبه في حادث تفجير حينما كان متوجهاً الى عمله صباحاً وترك لها طفلاً وحيداً هو اليوم في السابعة من عمره. كنت أنصت لحكايتها في ذهول رغم انها ليست سوى واحدة من آلاف القصص التي عصفت بالحياة في بلادي وغيرت قوانين العيش فيها، أيتمت وشردت وأفقرت الملايين، انتزعت ألوان الفرح من عالمنا وقطفت البسمة من وجوه الصغار. لا أعرف بالضبط حقيقة المشاعر ...