ألبوم صور زينب حسين الناهض كانت تنتظر لقاءه منذ سنين، اتصل بها اليوم وأخبرها أنه سيصل الى أرض الوطن بعد ثلاثة أيام.. تورّد وجهها وتدفق الدم في عروقها وهي تنصت الى كلماته بلهفة.. ستراه هي إذن، ستضمه.. ستطوقه بذراعيها وتحتضنه بحرارة.. لن تعاتبه على شيء.. هي فقط تريد لقاءه، بعد أن أنهى الاتصال.. توجهت الى غرفتها، فتحت دولابها ثم مدّت يدها الى الرف العلوي منه.. سحبت ألبوم صور قديم كانت تحتفظ به، فتحت الألبوم.. وقعت عينها على صورة له حين كان عمره خمس سنوات.. الصورة قديمة جدًا مال لونها الى الأصفر وتمزّق جزء كبير من الغلاف الشفّاف الذي كان يحيط بها.. مررّت أصبعها على جبينه وخده.. شعرت بدفء غريب يسري في جسدها، ضمّت الصورة الى صدرها وتنفست بعمق كأنها تستنشق عبق الماضي وسحر الذكريات الأخاذ الذي لم تطفئه سنوات البُعد والمسافات الشاسعة.. بعيدة هي جدًا عن تقنيات التواصل الحديثة، كم تمنّت لو أنها تُحسن الكتابة لسكبت مشاعرها في حروف وكلمات، ونثرت ورود حبها في فضاءات الرسالة.. هو لم يكن يتصل بها كثيرًا لكنه حاضر في دعائها في كل وقت.. تلتمس هي له الأعذار لكنه لم يعتذر ...
المشاركات
عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٣